من أكثر المشاكل التي تؤرق الأمهات في الشهور الأولى من عمر الطفل هي نوبات المغص المتكررة، والتي تتسبب في بكاء شديد ومتواصل يصعب تهدئته أحيانًا. ومع قلة الحلول الطبية المتاحة في هذه المرحلة، تبدأ الكثير من الأمهات في البحث عن بدائل طبيعية آمنة، ويأتي الشمر في مقدمة الأعشاب التي يُعتقد أن لها فاعلية في التخفيف من المغص والانتفاخ. لكن هل الشمر للطفل فعلاً مفيد في هذه الحالات؟ وما هي آلية عمله؟
يعرف الشمر منذ قرون طويلة بخصائصه المهدئة لعضلات المعدة والأمعاء، فهو يساعد على التخلص من الغازات وتقليل التقلصات المعوية. لذلك، فإن استخدامه في حالات المغص الخفيف قد يمنح الطفل بعض الراحة ويساعده على التوقف عن البكاء. لكن رغم هذا، لا يجب استخدامه بشكل يومي أو تلقائي مع كل بكاء دون معرفة السبب الحقيقي وراءه، فليس كل بكاء سببه المغص.
عند استخدام الشمر للطفل، يجب أن يتم ذلك فقط بعد التأكد من أن الطفل لا يعاني من مشاكل صحية أخرى تستدعي التدخل الطبي. كما يجب تحضيره بطريقة مخففة جدًا، باستخدام ربع ملعقة من بذور الشمر في كوب من الماء المغلي، وتركه لينقع ثم تصفيته وتبريده قبل تقديمه للطفل بملعقة صغيرة واحدة. ومن المهم جدًا ألا يحتوي المشروب على أي إضافات أو سكر، وألا يتم تخزينه لفترة طويلة.
من المفيد أيضًا أن تحرص الأم على تهوية الطفل بعد الرضاعة ومساعدته على التجشؤ، لأن هذه الخطوات البسيطة تقلل من دخول الهواء إلى المعدة وتخفف من حدة المغص. الشمر ليس بديلًا عن هذه العادات اليومية المهمة، بل هو مجرد وسيلة إضافية يمكن اللجوء إليها إذا لم تفلح الطرق الأخرى.
الخلاصة أن الشمر للطفل قد يكون خيارًا جيدًا في بعض حالات المغص، لكنه لا يغني عن معرفة السبب الحقيقي للبكاء ولا عن الرضاعة السليمة والعناية المستمرة. وإذا استمر المغص أو صاحبته أعراض أخرى مثل التقيؤ أو الإسهال، فيجب مراجعة الطبيب فورًا لتحديد العلاج المناسب.